كشفت دراسة جديدة عن أن تجنب الأطعمة فائقة المعالجة يمكن أن يضاعف خسارة الوزن.
وتحتوي الأطعمة فائقة المعالجة على مواد كيميائية وألوان صناعية ومُحلِّيات تُستخدم لتحسين مَظهر الطعام أو طعمه أو ملمسه، ومواد حافظة حتى يصبح صالحاً لفترات طويلة، ونسب عالية من الملح أو السكر، مما يسبب زيادة كبيرة في سُعراتها الحرارية.
ومن أمثلة هذه الأطعمة اللحوم المصنّعة، والمعجنات المعبّأة، وحبوب الإفطار، والشوربة سريعة التحضير، ورقائق البطاطا، والبسكويت والآيس كريم، والزبادي بنكهة الفواكه، والمشروبات الغازية.
وحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فإن الدراسة الجديدة، التي أجراها باحثون في كلية لندن الجامعية، هي أكبر وأطول تجربة سريرية حتى الآن لدراسة آثار الأطعمة فائقة المعالجة على الوزن.
وشملت الدراسة 55 مشاركاً، معظمهم من النساء، تتراوح أعمارهم بين أوائل العشرينات ومنتصف الستينات.
كان لدى جميع المشاركين مؤشرات كتلة جسم في نطاق زيادة الوزن أو السمنة، وقبل الدراسة، كان نحو ثلثي سعراتهم الحرارية تأتي من أطعمة فائقة المعالجة.
وصمَّم الباحثون نظامين غذائيين للمشاركين، كلاهما يتوافق مع إرشادات التغذية في المملكة المتحدة، مع كميات محدودة من السكريات والدهون المشبعة والصوديوم، لكن أحدهما كان يتكون في الغالب من أطعمة معالجة بشكل طفيف، مثل الشوفان المطبوخ والزبادي العادي ومعكرونة مصنوعة في المنزل، فيما يتكون الآخر في الغالب من أطعمة فائقة المعالجة، مثل حبوب الإفطار والحليب النباتي والزبادي المنكّه واللازانيا المجمدة.
تحتوي الأطعمة فائقة المعالجة على مواد كيميائية وألوان صناعية ومُحلِّيات (رويترز)
واتبع نصف المشاركين النظام الغذائي الذي يحتوي على أطعمة معالجة بشكل طفيف لمدة شهرين، ثم عادوا إلى نظامهم الغذائي المعتاد لمدة شهر وبعد ذلك اتبع نفس المشاركين النظام الغذائي فائق التصنيع لمدة شهرين.
نوصي بقراءة: بينها الإفراط في ممارسة الرياضة… 6 أمور مفاجئة تزيد من هرمون التوتر
أما النصف الآخر من المشاركين، فقد اتبع نفس الأنظمة الغذائية بالترتيب المعاكس.
وفقد معظم المشاركين وزناً في كلا النظامين الغذائيين. ولكن في المتوسط، فقدوا وزناً أكبر خلال الشهرين اللذين اتبعوا فيهما النظام الغذائي قليل التصنيع -نحو كيلوغرامين مقارنةً بكيلوغرام واحد فقط عند اتباع النظام الغذائي فائق المعالجة.
كما فقد المشاركون أكثر من ضعف كمية الدهون في الجسم عند اتباع النظام الغذائي قليل المعالجة مقارنةً بالنظام الغذائي فائق المعالجة.
وقال كيفن هول، عالم التغذية والمؤلف المشارك في الدراسة، إن النتائج كانت مفاجئة بالنسبة إليه إلى حد ما بسبب فقدان الناس وزناً عند اتباع النظام الغذائي فائق المعالجة.
وأضاف أن هذا يرجع على الأرجح إلى أن النظام الغذائي فائق المعالجة المتبع في الدراسة كان أكثر تغذية من الأنظمة الغذائية النموذجية للمشاركين.
لكن المشاركين ما زالوا يفقدون وزناً أكبر عند اتباع النظام الغذائي قليل المعالجة، وهي نتيجة تتوافق مع نتائج الدراسات السابقة.
وعلى الرغم من أن كثيراً من الدراسات ربطت بين الأطعمة فائقة المعالجة والسمنة، فإن معظمها كان قائماً على الملاحظة، مما يعني أنها لا تستطيع إثبات أن هذه الأطعمة تسبب زيادة الوزن بشكل مباشر.
ووجدت دراستان سابقتان أن البالغين استهلكوا ما بين 500 و800 سعر حراري أكثر يومياً عندما كانت أنظمتهم الغذائية تتكون من أطعمة فائقة المعالجة مقارنةً بتناولهم أطعمة معالجة بشكل طفيف.
لكنّ هاتين الدراستين كانتا صغيرتين وقصيرتي المدى؛ فقد شملت الدراسة الكبرى، التي أجراها باحثون في المعاهد الوطنية البريطانية للصحة، 20 مشاركاً تمت متابعتهم لمدة أسبوعين فقط. وجادل النقاد بأن النتائج ربما كانت ستصبح مختلفة لو كانت التجارب أطول، أو شملت عدداً أكبر من المشاركين.