- اعلان -
الرئيسية الرياضة مسيرة متقلبة وموسم الإهدار.. الأرقام تفضح فرص نونيز في السيطرة على هجوم...

مسيرة متقلبة وموسم الإهدار.. الأرقام تفضح فرص نونيز في السيطرة على هجوم الهلال

0

في عالم كرة القدم الحديث، حيث تتقاطع الأرقام مع الأداء، وتُقاس قيمة اللاعب بمدى تأثيره داخل المستطيل الأخضر، يطل علينا داروين نونيز كأحد أبرز الصفقات التي هزت أركان الكرة السعودية هذا الصيف.

انتقاله إلى الهلال، أحد أعظم الأندية في المنطقة، لم يكن مجرد حركة انتقالية، بل إعلان طموح جديد لعالم كرة القدم في السعودية، صفقة بلغت قيمتها 53 مليون يورو تعكس ثقة النادي في أن أوروجواياني الـ 26 عامًا قادر على حمل راية الهجوم وتحقيق النجاحات التي يطمح إليها “الزعيم”.

مسيرة نونيز شهدت تقلبات ونجاحات على مدى سنوات لعبه في أوروبا، حيث بدأ رحلته مع ألميريا الإسباني قبل أن يتألق في صفوف بنفيكا البرتغالي، ومن ثم يخوض تحدي الدوري الإنجليزي مع ليفربول.

أرقامه التهديفية والمساهمات التي قدمها على مدار هذه المحطات تعكس مهاجمًا متكاملًا، قادرًا على تسجيل الأهداف وصناعة الفرص بنفس القدر من الحماس والفعالية.

ظهوره الأول مع الهلال في المباراة الودية الأخيرة، التي سجل فيها هدفًا خلال دقائق معدودة، أعطى مؤشرًا مبكرًا على أنه ليس مجرد رقم في قائمة الفريق، بل قد يكون عنصر الحسم الذي يحتاجه الفريق في مشواره نحو الألقاب، مع تزايد الضغوط والمسؤوليات، سيخوض نونيز تحديًا جديدًا في بيئة مختلفة تمامًا، حيث الجماهير والتاريخ يطالبان بالإنجاز.

يُظهر الجدول رحلة نونيز المتنوعة عبر ثلاث بيئات كروية مختلفة، مع اختلاف واضح في معدلاته التهديفية. في ألميريا وبنفيكا، حيث كان يعتبر هدافًا بارزًا، تجاوز معدل أهدافه نصف الهدف في كل مباراة، مما يعكس تأثيرًا هجوميًا كبيرًا في فرق كانت تعتمد عليه بشكل أساسي.

أما في ليفربول، فقد انخفض المعدل التهديفي إلى نحو 0.28 هدف لكل مباراة، وهو ما يمكن تفسيره بصعوبة المنافسة في الدوري الإنجليزي وقوة الفريق التي ربما قلصت فرصه في تسجيل الأهداف، بالإضافة إلى مشاركته كبديل في كثير من المباريات.

كما يظهر من خلال التمريرات الحاسمة تطور نونيز من مهاجم يركز على التسجيل فقط إلى لاعب أكثر شمولاً، قادر على صناعة الفرص وتمكين زملائه، خاصة في تجربته مع ليفربول حيث سجل 26 تمريرة حاسمة، مما يؤكد تعدد مهاراته على أرض الملعب.

بالرغم من السمعة الكبيرة والتجربة التي يمتلكها في واحد من أقوى الدوريات العالمية، لم يتمكن داروين نونيز من ترك أثر قوي مع ليفربول خلال موسم 2024-2025، خصوصًا من ناحية الأرقام التي لم ترتقِ إلى قيمته السوقية أو توقعات نادي بحجم الهلال المرتبط اسمه بالتعاقد معه.

في الدوري الإنجليزي الممتاز، خاض نونيز 30 مباراة، لكنه شارك أساسياً في 8 فقط، مما يعكس عدم اعتماده كخيار أول في خطط يورغن كلوب، حيث اقتصر مجموع دقائق لعبه على 1118 دقيقة طوال الموسم.

قد يهمك أيضًا: لماذا قرر النصر تعيين سيميدو رئيسًا تنفيذيًا؟

على الصعيد التهديفي، سجل 5 أهداف جميعها من داخل منطقة الجزاء، دون أي هدف بالرأس أو من خارج المنطقة، كما لم يتمكن من تسجيل أي هدف من ركلات حرة مباشرة، مما يشير إلى محدودية الخيارات الهجومية المتوفرة لديه.

أما في صناعة اللعب، فقدّم تمريرتين حاسمتين فقط وساهم في خلق 3 فرص كبيرة، مع قيمة صناعة الأهداف المتوقعة (xA) التي لم تتجاوز 0.52، وهي أرقام متواضعة بالنسبة لمهاجم.

من حيث التهديد المباشر على المرمى، أطلق نونيز 28 تسديدة، منها 13 على المرمى و15 خارج الإطار، ما يعكس دقة تسديد حوالي 46%. كما أهدر 8 فرص مؤكدة وسجل 4 أهداف من أصل 12 فرصة كبيرة.

أما على صعيد الأهداف المتوقعة (xG)، فقد بلغت 5.71، ما يشير إلى أن نونيز كان أقل كفاءة من المتوقع في استغلال الفرص التي أتيحت له.

على الجانب الدفاعي، تلقى 8 بطاقات صفراء خلال مشاركاته، وهو معدل مرتفع نسبيًا مقارنة بعدد الدقائق التي شارك فيها، ما قد يعكس نوعًا من التهور في بعض التحركات الدفاعية والالتحامات.

مع انضمام داروين نونيز إلى صفوف الهلال، يشتعل التنافس بقوة على مركز رأس الحربة، خاصة مع تألق ليوناردو الذي فرض نفسه كخيار أساسي في ظل غياب الصربي ألكسندر ميتروفيتش للإصابة.

ليوناردو، الذي قدم أداءً مميزًا الموسم الماضي ونجح في قيادة هجوم الفريق بتسجيل 29 هدفًا، يعتبر نقطة ارتكاز هامة في تشكيلة الهلال، ما يجعل مهمة نونيز تحديًا كبيرًا.

ومع ذلك، يمتلك نونيز سجلًا تهديفيًا محترمًا وأسلوب لعب ديناميكي يجعله منافسًا حقيقيًا على السيطرة على مركز الصدارة في خط الهجوم، وهو ما سيمنح الجهاز الفني خيارات هجومية متعددة ويحفز الفريق على رفع مستوى الأداء خلال المنافسات المقبلة.

تشير المقارنة إلى تفوق واضح لليوناردو من حيث الأهداف والفرص التي أُتيحت له خلال الموسم، وهو ما يعكس دوره الكبير كمهاجم أساسي واستمراره في المشاركة لفترات طويلة (3146 دقيقة مقابل 1118 لنونيز)، ولكن ما يلفت الانتباه هو كفاءة نونيز في استغلال دقائق اللعب الأقل، حيث يحافظ على معدل تهديفي منافس رغم قلة فرصه.

وتظهر أرقام الفرص الكبيرة المهدرة لكلا اللاعبين أن ليوناردو يملك فرصًا أكثر لكنه يعاني من إضاعة نسبة كبيرة منها، وهي نقطة قد يستغلها نونيز بحسمه الأفضل، كما يشير ارتفاع عدد البطاقات الصفراء لنونيز إلى أسلوب لعب أكثر حدة، وربما يحتاج إلى ضبط في المواجهات البدنية.

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version